تقع الغدة الدرقية في المنطقة الأمامية من الرقبة، وهي تشبه شكل الفراشة وتتكون من فصّين؛ أيمن وأيسر، وتنتج هرمونات مسؤولة عن عمليات الأيض في الجسم، ولكن توجد بعض الحالات المرضية التي تستدعي استئصال هذه الغدة.

يُحدثنا الدكتور أسامة سفاريني استشاري الجراحة العامة وجراحة السمنة والمنظار في هذا المقال حول كافة الجوانب المتعلقة باستئصال الغدة الدرقية.

استئصال الغدة الدرقية

هي عملية جراحية يقوم خلالها الطبيب بإزالة الغدة الدرقية كاملةً أو جزء منها.

دواعي إجراء استئصال الغدة الدرقية

يُجري الطبيب هذه العملية في حالات معينة تتضمن الآتي:

عقيدات الغدة الدرقية (Thyroid nodules)

وهي عبارة عن كُتل صغيرة تنمو في الغدة الدرقية، ويوجد منها نوعان؛ حميدة وخبيثة، وقد تؤدي إلى زيادة في إفراز هرمون الغدة الدرقية.

تضخم الغدة الدرقية (Goiter)

وهي حالة تتسبب بزيادة حجم الدرقية وقد يرافقها ظهور العقيدات الصغيرة، ويؤدي هذا التضخم إلى صعوبة في التنفس وبلع الطعام، مما يدفع الطبيب لإجراء استئصال لهذه الغدة.

فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism)

وهي حالة مرضية تؤدي إلى زيادة في إفراز هرمونات الغدة الدرقية، وقد يلجأ الطبيب في بعض الحالات لاستئصال الغدة.

سرطان الغدة الدرقية

وتشمل أنواعه ما يلي:

  • سرطان الغدة الدرقية الحليمي (Papillary thyroid cancer).
  • سرطان الغدة الدرقية الجريبي (Follicular thyroid cancer).
  • سرطان الغدة الدرقية النخاعي (Medullary thyroid cancer).
  • سرطان الغدة الدرقية الكشمي (Anaplastic thyroid cancer).
  • النقائل السرطانية، حيث تنتقل الخلايا السرطانية من مصدر آخر من الجسم إلى الغدة الدرقية، وغالبًا ما تكون من سرطان الكلية أو الرئة.

أنواع عملية استئصال الغدة الدرقية

تشمل كل مما يلي:

استئصال الغدة الدرقية الكامل (Total Thyroidectomy)

هي عملية يقوم خلالها الطبيب بإزالة الغدة الدرقية بالكامل، وتعتبر هذه العملية الأكثر شيوعًا لحالات سرطان الغدة، وتجدر الإشارة إلى أنه في حال أجريت هذه العملية بسبب وجود سرطان فقد يلجأ الطبيب لإزالة بعض الأنسجة المجاورة للغدة.

استئصال الغدة الدرقية الجزئي (Thyroid Lobectomy)

في هذه العملية يقوم الطبيب بإزالة الجزء المتضرر من الغدة الدرقية، كما قد تُجرى هذه العملية كإجراء تشخيصي للسرطان في حال عدم القدرة على تأكيده بالفحوصات الأخرى.

التحضير للعملية

يُنصح بزيارة الطبيب قبل إجراء العملية، حيث سيعطي بعض النصائح التي ينبغي اتباعها قبل موعد العملية، وتشمل ما يلي:

  • الصيام من الليلة التي تسبق يوم العملية.
  • إجراء تعديلات على الأدوية التي يأخذها المريض بشكل مزمن وإيقاف بعضها لفترة معينة إذا نصح الطبيب بذلك، ومن ضمنها مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAID) والأسبرين.
  • التوقف عن التدخين قبل أيام من العملية على الأقل، وذلك لتفادي حدوث بعض المضاعفات.
  • الامتناع عن شرب الكحول.

كيف تُجرى العملية؟

يقوم الطبيب بإجراء عملية إزالة الغدة الدرقية بطريقتين، كالتالي:

الجراحة المفتوحة

يقوم الطبيب بإجراء عملية استئصال الغدة الدرقية تحت التخدير الكامل، من خلال عمل شق صغير في الجلد في المنطقة الأمامية من الرقبة، من ثم شق في طبقة رقيقة من العضلات للوصول إلى الغدة الدرقية واستئصالها بشكل كامل أو جزئي.

الجراحة بالمنظار

يتم إجراء هذه العملية عن طريق إدخال منظار وأدوات جراحية عبر جرح صغير في منطقة الإبط تقريباً دون إجراء أي جروح في الرقبة، ومن خلاله تتم إزالة كامل الغدة أو جزء منها، ومن ثم إغلاق الشق، ويتعافى الجرح سريعاً مقارنةً بالجراحة المفتوحة.

ماذا بعد العملية؟

توجد بعض النصائح التي ينبغي على المريض اتباعها بعد إجراء عملية استئصال الغدة الدرقية، نذكرها على النحو التالي:

  • العناية بالجرح، إذ يقوم الطبيب بتغطيتها بضمادة خاصة، ويجدر بالمريض الحفاظ عليها جافة خلال أول 24 ساعة بعد العملية، ويمكن بعدها مسح المنطقة بالماء والصابون بطريقة لطيفة دون فرك مكان الجرح، وستسقط الضمادة من تلقاء ذاتها خلال أيام أو سيُزيلها الطبيب في أول مراجعة لك بعد العملية.
  • تجنب النشاط البدني الشديد، وحمل الأشياء الثقيلة، إلى جانب الحفاظ على مستوى حركة من خلال ممارسة النشاطات اليومية الاعتيادية.
  • شرب كميات كافية من الماء، فقد يشعر المريض بعد هذه العملية بألم الحلق أو بحة الصوت، كما يمكن استخدام أقراص المص التي تخفف أعراض الحلق.
  • الالتزام بالأدوية التي يصفها الطبيب بعد العملية، حيث قد يصف دواء ليفوثايروكسين (Levothyroxine)، كما قد يصف مكملات غذائية مثل الكالسيوم وفيتامين (د)، ولكن تجدر الإشارة إلى ضرورة ترك فترة ساعة إلى ساعتين بين ليفوثايروكسين والكالسيوم.
  • استشارة الطبيب حول الأدوية المسكنة للألم التي يسمح باستخدامها بعد العملية، حيث إن بعض الأدوية مثل آيبوبروفين (Ibuprofen) و الأسبرين (Aspirin) تزيد احتمالية حدوث نزيف.

ما هي مضاعفات العملية؟

كغيرها من العمليات الجراحية، توجد بعض المضاعفات التي قد يعاني منها المريض الذي يخضع لاستئصال الغدة الدرقية، ولكنها نادرة الحدوث ويمكن تقليل فرص حدوثها باتباع نصائح الطبيب، وتشمل ما يلي:

  • النزيف.
  • مشاكل التنفس.
  • الإصابة بالعدوى.
  • إصابة الأعصاب المغذية للأحبال الصوتية والحنجرة، مما قد يتسبب ببحة في الصوت.
  • إصابة الغدد جارات الدرقية وهي غدد قريبة جدًا من الغدة الدرقية، وقد يؤدي ذلك إلى انخفاض مؤقت في مستوى الكالسيوم في الدم.
  • تشكل الخثرات الدموية.

__________________________________________________

المصادر:

  1. https://www.yourhormones.info/glands/thyroid-gland/
  2. https://www.mayoclinic.org/tests-procedures/thyroidectomy/about/pac-20385195
  3. https://my.clevelandclinic.org/health/treatments/7016-thyroidectomy
  4. https://www.macmillan.org.uk/cancer-information-and-support/treatments-and-drugs/thyroidectomy
  5. https://www.hopkinsmedicine.org/health/treatment-tests-and-therapies/thyroidectomy
  6. https://www.verywellhealth.com/thyroid-surgery-and-thyroidectomy-3233276
  7. https://www.uchicagomedicine.org/conditions-services/endocrinology-metabolic-disorders/endocrine-surgery/scarless-thyroidectomy
  8. https://www.mountsinai.org/locations/head-neck-institute/postoperative/thyroidectomy
  9. https://medlineplus.gov/ency/article/002933.htm
  10. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/23203-thyroid-storm