القولون العصبي

متلازمة القولون العصبي (IBS) أحد الاضطرابات الهضمية الشائعة التي تؤثر على المعدة والأمعاء، مُسببًة أعراضًا مزعجة، تميل هذه الأعراض إلى الظهور والاختفاء بمرور الوقت، ولكن يمكن أن تستمر لعدة أيام أو أسابيع أو أشهر في المرة الواحدة.[1]

 

لتعرف عنها أكثر سيقدم لنا الدكتور أسامة سفاريني استشاري الجراحة العامة وجراحة السمنة والمنظار في هذا المقال كل ما يهمك حول متلازمة القولون العصبي.

 

أسباب متلازمة القولون العصبي

السبب الرئيسي لحدوث متلازمة القولون العصبي غير معروف إلى الآن ولكن هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بها، وهي:[1]

 

تقلصات عضلية مفرطة أو ضعيفة في الأمعاء

ينتقل الطعام عبر الأمعاء بواسطة انقباض العضلات التي تبطَّن جدران الأمعاء، وفي بعض الأحيان قد تحدث انقباضات قوية تستمر لفترة أطول من المعتاد، تُسبّب امتلاء البطن بالغازات وحدوث انتفاخ وإسهال.

 

ومن ناحية أخرى فإن الانقباضات الضعيفة يمكن أن تؤدي إلى إبطاء مرور الطعام وتصلُّب البراز وجفافه وبالتالي تفاقم الإمساك.

 

مشاكل في الجهاز العصبي

قد يؤدي حدوث أي خلل في الأعصاب الموجودة في الجهاز الهضمي، إلى مشاكل في تنسيق الإشارات العصبية بين الدماغ والأمعاء، مما يجعل في رد الفعل تجاه التغيرات التي تحدث عادةً خلال عملية الهضم مُبالغًا فيه، ويمكن أن يتسبّب ذلك إلى الشعور بالألم أو الإسهال أو الإمساك.

 

العدوى الشديدة

قد يُلاحظ بعض الأشخاص بظهور أعراض متلازمة القولون العصبي بعد إصابتهم بنوبة إسهال شديدة ناتجة عن بكتيريا أو فيروس، وتسمى هذه الحالة التهاب المعدة والأمعاء. 

 

التعرّض لضغوطات نفسية

إذ لوحظ بأنّ أعراض متلازمة القولون العصبي تكون أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين يتعرضون لضغوطات شديدة أو توتر، خاصةً في مرحلة الطفولة.

 

اقرأ أيضًا: نصائح عن عملية تحويل مسار المعدة

 

خلل في توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء

إذ انّ حدوث خلل في توازن البكتيريا التي تعيض بشكلٍ طبيعي في الأمعاء قد يؤدي إلى ظهور أعراض القولون العصبي.

 

عدم تحمل الطعام

إذ قد تساهم الحساسية تجاه بعض الأطعمة في الإصابة بمرض القولون العصبي، ومن هذه الأطعمة:

  • القمح (الغلوتين).
  • مشتقات الحليب والحليب.
  • الفواكه الحمضية.
  • البقوليات.
  • الملفوف.
  • المشروبات الغازية.

 

أعراض متلازمة القولون العصبي

تظهر أعراض القولون العصبي في الغالب على فترات متقطعة وبشكلٍ متكرر، أي قد تختفي الأعراض في بعض الأوقات، وفي أوقات أخرى، يُمكن أن تعود.[2]

 

تشمل العلامات والأعراض الشائعة ما يلي:

  • آلام أو تشنجات في البطن، وعادة ما تكون مرتبطة بالرغبة في التبرز.
  • الغازات الزائدة والانتفاخ.
  • الإسهال أو الإمساك أو التناوب بينهما.
  • ظهور مخاط مع البراز.
  • الشعور بعدم القدرة على إفراغ الأمعاء بعد التبرز.

 

كما قد يُرافق متلازمة القولون العصبي أعراضًا أخرى تشمل:[3]

  • التعب ونقص الطاقة
  • الشعور بالغثيان.
  • آلام الظهر
  • مشاكل في التبول، مثل الحاجة إلى التبول بشكل متكرر، والرغبة المفاجئة في التبول، والشعور بعدم القدرة على إفراغ المثانة بالكامل.
  • عدم القدرة دائمًا على التحكم في وقت التبرز وتسمى هذه الحالة بسلس الأمعاء.

 

متى يجب مراجعة الطبيب؟

ينبغي زيارة الطبيب في حال استمرار الأعراض لفترة أطول من بضعة أيام أو في حال حدوث تغيرات مفاجئة أو أعراض مثل:[4]

  • نزيف من المستقيم.
  • ألم مستمر لا يخف حتى مع إخراج الغازات أو حركة الأمعاء.
  • فقدان الوزن غير المبرر.
  • قلة الشهية.
  • استفراغ وغثيان.

 

كيف يقوم الطبيب بتشخيص الحالة؟

تتضمن الخطوة الأولى في التشخيص هي التحقق من التاريخ الطبي والعائلي، إلى جانب تقييم الأعراض، وبناءً على النتيجة النهائية لتقييم الحالة قد يوصي الطبيب بالفحوصات التالية:[2]

 

الفحوصات المخبرية لتشخيص متلازمة القولون العصبي

تساعد الفحوصات المخبرية على استبعاد الحالات الأخرى التي قد تسبب الأعراض، مثل العدوى أو عدم تحمل الطعام أو حالة هضمية مختلفة، مثل مرض الأمعاء الالتهابي، وقد تشمل هذه الفحوصات الخيارات التالية:[2]

  • فحص الدم: للتحقق من وجود حالة مرضية في الجهاز الهضمي أو حالة أخرى قد تسبب الأعراض.
  • اختبار البراز: وهو فحص معملي يعمل على التحقق من وجود عدوى أو علامات التهاب في الأمعاء ناجمة عن حالة في الجهاز الهضمي.
  • اختبار التنفس الهيدروجيني: وهو من الفحوصات التي تتيح للطبيب معرفة إذا ما كان هناك فرط نمو البكتيريا في الأمعاء (SIBO) أو عدم تحمل الطعام.

 

فحوصات التنظير

يوصي الطبيب بهذه الاختبارات لاستبعاد الحالات التي تنطوي على التهاب أو نمو غير طبيعي في الجهاز الهضمي، ومن الأمثلة عليها:[2]

تنظير القولون

يمكن أن يساعد هذا الفحص على تحديد ما إذا كان الشخص يُعاني من اضطرابات معينة في الأمعاء قد تسبب ظهور الأعراض لديه، بما في ذلك الأورام الحميدة ومرض الأمعاء الالتهابي والنمو السرطاني.

 

يتضمن هذا الفحص تمرير أنبوب مرن في المستقيم يحتوي في نهايته على كاميرا صغيرة تتيح للطبيب الرؤية بوضوح داخل القولون.

 

التنظير السيني المرن

خلال هذا الإجراء يتم إدخال أنبوب رفيع ومرن في المستقيم لفحص بطانة المستقيم والجزء السفلي من القولون فقط.

 

التنظير العلوي

هنا يتم إدخال المنظار عبر الحلق وصولًا إلى المريء، والمعدة والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة، وذلك للمساعدة على تشخيص وجود أي اضطرابات هضمية أخرى.

 

علاج القولون العصبي

قبل الحديث عن علاج القولون العصبي يُشار بأنّها لا يوجد علاج محدد واحد لهذه الحالة، ولكن يحدد الطبيب لكل مريض خطة علاجية تناسبه، وفيما يلي الخيارات العلاجية المتوفرة:

 

تغييرات نمط الحياة

هناك العديد من العوامل المحفزة التي تؤدي إلى ظهور أعراض القولون العصبي، ويُنصح بتجنبها أو السيطرة عليه، وذلك من خلال ما يلي:[5]

  • تجنب المشروبات التي تحتوي على كافيين، مثل: الشاي أو القهوة أو المشروبات الغازية أو مشروب الطاقة.
  • الحرص على اتباع نظام غذائي غني بالألياف مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والمكسرات.
  • شرب ما لا يقل عن ثلاثة إلى أربعة أكواب من الماء يوميًّا.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • السيطرة على التوتر من خلال ممارسة المزيد من التمارين الرياضية أو عن طريق تجنب المواقف التي تسبب التوتر.
  • الحد من كمية الحليب أو الجبن التي يتم تناولها.
  • تناول وجبات صغيرة في كثير من الأحيان بدلاً من الوجبات الكبيرة.
  • محاولة تجنب أو التقليل من الأطعمة التي تسبب الانتفاخ والغازات، ومنها البصل، والفلفل، والقمح. 

 

اقرأ أيضًا: علاج القولون العصبي: أدوية وأعشاب مفيدة

 

ادوية تهيج القولون العصبي

قد يصف الطبيب العديد من ادوية تهيج القولون العصبي بهدف السيطرة على بعض الأعراض التي لم تنجح تغييرات نمط الحياة في تخفيفها، ومنها:[6]

  • الأدوية المضادة للتشنج: قد تكون مفيدة في تخفيف من تقلصات وألم البطن عن طريق إرخاء عضلات الأمعاء.
  • الملينات: يمكن أن تساعد على تخفيف الإمساك.
  • الأدوية المضادة للإسهال: توصف بهدف تخفيف أعراض الإسهال، وتشمل الخيارات لوبراميد (Loperamide)، الذي يبطئ تقلصات عضلات الأمعاء.
  • مضادات الاكتئاب: وهي من الأدوية التي توصف غالبًا للمرضى الذين يُعانون من الاكتئاب والقلق مع آلام شديدة في البطن، وتشمل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs) ومثبطات إعادة استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs).
  • مضاد حيوي: مثل ريفاكسيمين (Rifaximin)، يمكن أن يساعد في تقليل الإسهال لدى الأشخاص المصابين بالقولون العصبي.
  • أدوية أخرى تستخدم خصيصًّا لعلاج القولون العصبي: ومنها:
    • ديسيكلومين (Dicyclomine).
    • هيوسيامين (Hyosycamine).
    • لوبيبروستون (Lubiprostone).

 

متلازمة القولون العصبي  من المشاكل الصحية الشائعة وغير خطيرة تسبب أعراضًا مزعجة كالانتفاخ والإسهال والإمساك وغيره، ويجب معرفة المحفزات التي تؤدي إلى تطور الأعراض متلازمة القولون العصبي لأنّ ذلك هو أمرًا مهمًا للتعامل معها والسيطرة عليها بشكل فعال وتحسين جودة الحياة.

 

لا تتردد في حجز موعدك مع عيادة الدكتور أسامة سافريني

 

المصادر:

  1. Irritable bowel syndrome – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2023, May 12). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/irritable-bowel-syndrome/symptoms-causes/syc-20360016
  2. Professional, C. C. M. (n.d.). Irritable Bowel Syndrome (IBS). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/4342-irritable-bowel-syndrome-ibs#symptoms-and-causes
  3. Website, N. (2023, September 11). Symptoms. nhs.uk. https://www.nhs.uk/conditions/irritable-bowel-syndrome-ibs/symptoms/
  4. Mfa, J. H. M. M. (2023, November 27). Everything You Want to Know About Irritable Bowel Syndrome (IBS). Healthline. https://www.healthline.com/health/irritable-bowel-syndrome#when-to-see-a-doctor
  5. Irritable Bowel Syndrome (IBS). (2004, July 8). WebMD. https://www.webmd.com/ibs/digestive-diseases-irritable-bowel-syndrome#1-6
  6. Brazier, Y. (2023, December 21). All you need to know about irritable bowel syndrome (IBS). https://www.medicalnewstoday.com/articles/37063#diagnosis