السمنة المفرطة و العظام والمفاصل

لقد ذكرنا في المقالات السابقة العديد من الأمراض المزمنة المرتبطة بالسمنة المفرطة
ومنها السكري من النوع الثاني وامراض القلب وارتفاع ضغط الدم،
وسنتحدث في هذا المقال عن علاقة السمنة بأوجاع العظام والمفاصل وخاصة مفاصل الركبة.

تأثير السمنة على العظام والمفاصل

تؤثر السمنة بشكل كبير على العظام والمفاصل وخاصة مفاصل الركبة وعظم الفخذ مما قد يؤدي الى تآكل الغضاريف في هذه المفاصل
. ومع مرور الوقت الى خشونة المفاصل وبهذا فانها تأثر على حياته كاملة بإعاقة حركته
وحرمانه من النوم ليلاً بسب أوجاعها وقد يحتاج المريض الى إجراء جراحة لتركيب مفصل صناعي للتخلص من هذه الأم.

وفي حالة اجراء عمليات جراحية وتركيب مفاصل اصطناعية فإن المريض سيتخلص من الآم التي يعاني منها.
ولكن مع استمرار وبقاء السمنة فهذا يزيد من فرص حدوث التهابات في هذه المفاصل،
وقد أثبتت الأبحاث العلمية بأن فرصة حدوث التهابات بعد تركيب المفاصل الصناعية تكون أربع أضعاف عند الأشخاص
الذين يعانون من السمنة المفرطة مقارنة بالأشخاص الطبيعيين.

وان تأثيرات السمنة على مفاصل الركبة تبدأ تدريجياً وتبدأ بالغضروف أولاً، بتسببها بتاكل الغضاريف وهي الطبقة الناعمة
التي تغطي عظام مفاصل الركبة لتسمح بحركة المفصل بدون حدوث احتكاك او الم.
ولكن السمنة المفرطة تؤدي الى تاكل الغضاريف بعد زيادة حجم الضغط عليها. وهذا يؤدي الى بدأ احتكاك مفاصل الركبة وبدأ الالم.

كلما زاد الوزن زاد التاثير!

ان كل كيلو غرام من الوزن الزائد يزيد حجم الضغط على مفاصل الركبة بمقدار اربعة كيلو غرامات.
فلو كان وزن المريض زائدا بعشرين كيلو غرام فإن هذا يضع ثمانون كيلو غرام من الضغط على مفاصل الركبة مع كل خطوة يمشيها.
وكما ثبت بأن تقليل الوزن بمقدار خمسة كيلو غرامات يقلل من احتمال حدوث خشونة الركبة بنسبة 50%.

وبعد تأكل غضاريف المفاصل وبدأ الألام الناتجة عن الاحتكاك تبدأ معاناة المريض من الشعور بالألم والحد من حركته ونشاطه
. ومع مرور الوقت وكثرة الاحتكاك وعدم علاج السمنة يتحول هذا الاحتكاك الى خشونة في مفاصل الركبة وهذا يزيد من حجم الألم.

كما أثبت علمياً بأن الأنسجة الدهنية في الجسم تقوم بافراز مواد يؤدي الى زيادة التهاب المفاصل وتزيد من الخشونة فيها
وليس فقط في مفاصل الركبة بل في جميع مفاصل الجسم وهذا يفسر سبب زيادة الام مفاصل الجسم كلها كاليد والرقبة.

ولخصت الدراسات العلمية الى أن الأفراد المصابين بالسمنة المفرطة بمقدورهم ان يخفضوا من خطر الاصابة بخشونة المفاصل من خلال فقدان الوزن، لان فقدان الوزن الزائد أهم عامل لإبطاء تطور الاصابة بتأكل الغضاريف واحتكاك مفاصل الركبة قبل الوصول الى مرحلة خشونة مفاصل الركبة.