السمنة المفرطة ومشاكل التنفس
تحدثنا في المقالات السابقة عن السمنة المفرطة والأمراض المرتبطة بها وقد ذكرنا تأثيرها على القلب و ارتفاع ضغط الدم
وتسببها باصابة مرض السكري من النوع الثاني، وذكرنا بأن التخلص من السمنة المفرطة من شأنه ان يساعد على الشفاء
من هذه الأمراض المزمنة. أما في هذا المقال فسوف نتحدث عن علاقة السُمنة بمشاكل التنفس،
والأسباب التي تؤدي الى قصور في الجهاز التنفسي والأعراض لدى الشخص السمين.
تعد السمنة من أخطر أمراض هذا الزمان على الإنسان لما لها من تأثيرات جانبية وأمراض مزمنة تسبب بها
وان لها تأثير كبير على الجهاز التنفسي واذا لم يتم علاجها والتخلص منها ستؤدي الى قصور في وظيفة الرئتين،.
علاقة السمنة بقصور الرئتين عن تأدية وظيفتهم
أولا:ً تتراكم الشحوم على القفص الصدري وتحت الحجاب الحاجز مما يعيق تمدد الرئتين أثناء عملية الشهيق والزفير،
وهذا يؤدي الى زيادة في عمل العضلات التي تساعد فى عملية التنفس مما يؤدى إلى الإحساس بضيق التنفس
خصوصا أثناء القيام بمجهود معين أو عند الاستلقاء على الظهر، حيث يحد هذا الوضع من حركة الحجاب الحاجز.
ثانياً: تسبب بإرتخاء في عضلات البلعوم والجزء الخلفي من عضلة اللسان أثناء النوم،
مما يؤدي الى رجوع اللسان الى الخلف مسببا بضيق في الحنجرة،
كذلك قد يحدث الضيق فى مجرى التنفس نتيجة وجود زوائد لحمية بالأنف أو الحنجرة.
ثالثاً: ان السمنة المفرطة تؤدي الى انخفاض حساسية واستجابة مراكز التنفس الموجودة بجذع المخ للتغيرات
التى تحدث فى الأكسجين وثانى أكسيد الكربون أثناء النوم، مما يقلل من تأثير هذه المراكز على دفع عملية التنفس.
ومن الأعراض التي قد تظهر على المريض الذي يواجه مشاكل في جهاز التنفس بسبب السمنة :
أولاً: الشعور بضيق وسرعة التنفس خصوصا أثناء القيام بمجهود او عند الاستلقاء على الظهر.
ثانيا:ً قد يواجه المريض اثناء النوم من خلل فى عملية التنفس أو توقف التنفس لفترات قصيرة، وتتكرر هذه النوبات وتتخللها فترات تيقظ،
اذ من الممكن أن يأخذ المريض وضع الوقوف او الجلوس،لكي يستطيع تقليل صعوبة التنفس ولكي يزيد من نسية امتلاء الهواء في الرئة،
ولذلك يبدو الشخص مرهق اثناء النهار ويميل الى النوم في اوقات كثيرة من النهار.
ثالثاً: يصبح المريض يميل الى النوم أثناء النهار وبدون وعي أو شعوره بصداع طيلة الوقت وهذا بسبب نتيجة للقصور فى التنفس يقل معدل غاز الأكسجين فى الدم بينما يرتفع معدل ثانى أكسيد الكربون
رابعا:ً مع مرور الوقت سوف تتفاقم حالة المريض ويصاب بارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي وهبوط البطين الأيمن، مما يسبب تورم بالقدمين واحتقان الكبد مع زرقة بالجلد والأغشية المخاطية، وهذا ما يعرف بالهبوط الدوري التنفسي.
خامساً: قد يشكو بعض المرضى أو المحيطين بهم من انبعاث أصوات عالية أثناء النوم نتيجة لارتخاء عضلات البلعوم ورجوع اللسان إلى الخلف.
ولعلاج هذه المشكلة وتجنب هذه الاعراض يجب على المريض أن يسارع لتخفيف وزنه والتخلي عن عاداته الغذائية السيئة، لإن انقاص الوزن يلعب الدور الاهم في العلاج، واذا كان يشكو المريض من اصدار الأصوات اثناء النوم فقد يكون هذا بسبب وجود بعض الزوائد اللحمية في الأنف او البلعوم والتي من الممكن علاجها عن طريق بعض الأدوية او عملية جراحية..
في حال وجود أي إستفسار تواصل الآن مع الدكتور أسامة سفاريني